الكفاءة متعددة اللغات والكفاءة متعددة الحضارات

نوفمبر 26, 2019   | by Arabic Institute


وفق الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات

  ناقش الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات هذا النوع من الكفايات، فأشار إلى أهميته في تعلّم اللغات، وعدّه استراتيجية مهمة في ذلك. فماذا يعني بهذه الكفايات؟

                                      

يعني، وفق هذا الإطار، أن الشخص الواحد يملك معرفة في أكثر من لغة على المستوى اللغوي أو الحضاري. وفرق بين الأمرين، فالكفاية اللغوية تعني المعرفة بلغة ما وبمفرداتها ب وبقواعدها. أما الكفاءة الحضارية، فتعني معرفة المرء عن اللغة: ثقافتها أو مكوناتها الفكرية والحضارية.

  ويضيف منظرو الإطار أن هذا النوع من التعدد يُحدث عدم تجانس لدى المتعلّم، وهذا أمر طبيعي تبعا لتعدد خبراته، فعلى المستوى اللغوي قد يملك المتعلّم كفاية لغوية جيدة جداً في لغة ما في مهارة المحادثة، في حين يملك هذا المستوى من الحسن في مهارة الكتابة في لغات أخرى. والأمر ذاته ينطبق على الكفاية الحضارية،  فقد يملك معرفة في حضارة ما،  ولا يملك إلا النزر القليل من المعرفة في لغتها ومهاراتها. وهذا الوعي في اللغات وكفاياتها يزيد مع مرور الوقت، ويتحكم فيه أمور متعددة، منها زيادة تعلّم اللغة أو التعلّم عن اللغة وحضارتها، أو بتعبيره منظري الإطار "فالسيرة اللغوية والحضارية للشخص المعني تتغير وفقاً للوظيفة، والخلفية الأسرية، وخبرات السفر، والقراءات،  والهوايات".

   ويبيّن الإطار المرجعي الأوروبي أن لهذه الكفايات دوراً مهماً في:

  1. المهام التواصلية في تعلّم اللغة، فمتعلّم لغة ما حين لا يتقنها أو يتقن التواصل بها، قد يكون كان قادراً على التعويض عن طريق خيارات التبديل اللغوي عند التواصل، وأداء المهمات، فيلجأ إلى أداء حركات جسدية محددة في الوجه واليد والرأس...، فتعوّض النقص اللغوي النطقي لديه.
  2. ويعينه هذا التعدد اللغوي والحضاري على الانتقال من لغة إلى أخرى لحظة أداء المهمة التواصلية، أي يكون قادراً على استخدام أكثر من لغة في آن واحد للتعبير عمّا يريد.
  3. يرى منظرو الإطار المرجعي الأوروبي أن هذه الكفايات تُنتج وعياً عند متعلّمها،  فتخرجه من النمطية التي نشأ عليها حين كان على دراية بلغة واحدة أو حضارة واحدة، وبتعبير الإطار  تسهم هذه الكفايات في "تشكيل هويتهم اللغوية والحضارية عن طريق إدماج خبرات أجنبية متنوعة فيها"، وتسهم في " تحسين قدرتهم على التعلّم من خلال نفس هذه الخبرات المتنوّعة عن طريق الاتصال بلغات وحضارات عديدة".