المحتوى التعليمي في برنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها وفق معيار ‏ ‏- المستوى المبتدئ أنموذجاً ‏ACTFL

يوليو 30, 2019   | by Arabic Institute


د. رائد عبد الرحيم- مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها جامعة النجاح الوطنية-نابلس-فلسطين

يقدّم معيار المجلس الأمريكي للغات (ACTFL)  إرشادات وتوصيفاً لكل مستوى من مستويات تعلّم اللغة الثانية، ويقسم هذه المستويات من المبتدئ إلى المتميّز، وكل مستوى منها يقسم إلى ثلاثة أقسام: مبتدئ ومتوسط وأعلى، ليكون المبتدئ عتبة المستوى، والأعلى سقفاً له، وعتبة لغيره، وربما تجاوز العتبة ليحقق 75% أو 50% منه، وبتوضيح أكثر فإن المستوى المبتدئ على سبيل المثيل يبدأ من الأدنى ليمرّ بمراحل تطوّر بين المتوسط فالأعلى ليصل مرحلة متقدمة من المستوى المتوسط، فمن أنهى هذا المستوي أعني المبتدئ يكون قد أنجز شيئاً مهماً من المستوى المتوسط، فيسمّى ملاكاً هابطاً، ملاكاً: لأنّه حلّق في المستوى الذي يليه، وهابطاً: لأنه لم ينجز هذا المستوى، فبقي عليه مراحل أخرى ينبغي عليه قطعها.

   ولمّا كان هذا المعيار قد قدّم لنا إرشادات عامة ووظائف ينبغي على المتعلّم الوصول إليها في كلّ مستوى، فإنّه ترك الباب مفتوحاً لأبناء كلّ لغة أن يجتهدوا في وضع العناصر اللغوية والتواصلية والثقافية التي تأخذ بيد المتعلمين إلى تحقيق هذه الوظائف في كل مستوى من المستويات.  

ابتداء لنلقِ نظرة على الإرشادات والوظائف التي حدّدها هذا الإطار للمستوى المبتدئ، ولنلاحظ الكفايات وأثرها في تطوّر الوظائف فيه:

المستوى المبتدئ

المبتدئ الأدنى

المبتدئ المتوسط

المبتدئ الأعلى

 

يستطيع الكاتب في المستوى الثانوي المبتدئ الأدنى نسخ كلمات وعبارات مألوفة مستخدماً الحروب الأبجدية، وإذا أعطي الوقت الكافي والتلميح المألوف، فإنّ بإمكانه إنتاج عدد محدود من الكلمات والعبارات من ذاكرته. لكن الأخطاء متوقعة.

بإمكان الكاتب في المستوى الثانوي المبتدئ الأوسط كتابة عدد متواضع من المفردات والعبارات المحفوظة في سياقها، ويمكنه تقديم معلومات محدودة لملء استمارة رسمية بمعلومات ذاتية كالأسماء والأعداد والجنسية. يبدي الكاتب في هذا المستوى دقة لا بأس بها حين يكتب حول مواضيع مألوفة تدرّب عليها مستخدماً لغة محدودة ذات صيغ ثابتة. وحين يكتب حول مواضيع غير مألوفة، فإنّ تناقضاً ملحوظاً في الدّقة يظهر. والأخطاء الإملائية قد تكون متواترة. والدليل على مقدرة وظيفية ضئيل إن لم يكن معدوماً. في هذا المستوى يصعب فهم الكتابة حتى ممّن اعتادوا قراءة كتابة غير أبناء اللغة.

إنّ الكاتب في المستوى الثانوي المبتدئ الأعلى قادر على تلبية حاجات كتابية عملية بدائية مستخدماً القوائم والرسائل القصيرة والبطاقات البريدية. ويمكنه التعبير عن نفسه ضمن السياق الذي تعلّم فيه اللغة معتمداً أساساً على مادة محفوظة. تتركّز كتابته على عناصر عادية من الحياة اليومية. إن المتعلّم في هذا المستوى قادر على دمج كلمات محفوظة مع تراكيب لخلق جمل بسيطة حول مواضيع مألوفة جدّاً، لكنّه لا يستطيع الثبات على الكتابة في مستوى الجملة كلّ الوقت. وبسبب عدم كفاية المفردات والقواعد، فإنّ الكتابة في هذا المستوى قد لا تنقل جزءاً من مقصد الكاتب. وكتابة المبتدئ الأعلى مفهومة غالباً لأبناء اللغة المعتادين على كتابة غير أبنائها، إلا أنّ فجوات في الفهم قد تحدث.

 

 

  يمرّ المتعلّم حسب إرشادات هذا المستوى بمراحل تبدأ من الأصوات فالمفردات فالجمل البسيطة الشائعة في كثير منها فالقواعد الأساسية التي يبدأ من خلالها الدمج بين ما يحفظه من مفردات وجمل ليحقّق خلقاً محدوداً في جمل بسيطة محدودة لا يكتمل فيها أحياناً تعبيره عمّا يريد بصورة واضحة، ويظلّ فيها الخطأ حاضراً بقوّة. وتكون استراتيجيات المحتوى التعليمي وتقديمه وأداء المتعلمين فيه معتمدة على:

 

1- الشيوع،  ويقصد به تقديم ما هو شائع من مفردات وتراكيب يومية سلوكية، تعبّر عن موضوعات يومية وشخصية مألوفة.

2- التدرّج من البسيط إلى المعقذد: من الصوة إلى الحرف إلى المفردة إلى الجملة البسيطة.

3- الحفظ.

4- الخلق المحدود

5- توقّع الخطأ على مستوى المهارات.

6- البطء في هذه المهارات.  وأدائها.

7- المحدودية في العناصر اللغوية والتواصلية والثقافية تقديماً وأداء وإنتاجاً.

8- يظلّ المتعلّم في هذا المستوى في ومعظم وقته مثل الببغاء يردد كفاياته.

 

بناء على هذا التوصيف فإنّ المحتوى التعليمي المقترح في المستوى المبتدئ في برامج العربية للناطقين بغيرها على النحو الآتي متدرّجاً:

القسم الأول: الأصوات والحروف

القسم الثاني: المفردات، التي تقدّم من أجل تعزيز المهارات الأربعة، وليحفظ منها المتعلّم ما يمكّنه لاحقاً من الدمج والإنتاج المحدود. وهذه المفردات تمتاز بالشيوع. ويستخدم المحتوى التعليمي ما درس الطالب منها في الأصوات والحروف،  ويضيف إليها مفردات جديدة شائعة يومية  ليحفظها الطالب،  ويتدرّب عليها، فقد بات قادراً في هذه المرحلة على الأداء قراءة وكتابة واستماعاً ومحادثة، وعلى إنتاج محدود من المفردات.

القسم الثالث: قواعد أساسية: إن الوصول إلى الأداء بجملة بسيطة محدودة في هذا المستوى يستدعي التدرّج في عرض القواعد الخاصة بما يلتصق بالسابق واللاحق من المفردة، أو بالقواعد الصرفية التي تحدث تغيرّاً عليها، أو القواعد النحوية الأساسية. وهنا ينبغي الوعي بهذا التدرّج، فيدرس الطالب الـ ودخولها على المفردة بصورة بسيطة، والأفعال على مستوى الشكل وتغيّر البنية، وحروف الجر، وبعض الظروف،  والمذكر والمؤنث وأشكاله، وجمع المذكر السالم والمؤنث السالم،  وصيغة واحدة أو صيغتين من جموع التكسير، والمثنّى،  والمضاف والمضاف إليه، وبعض الأضداد، وبعض الضمائر وإسنادها إلى الأفعال، وبعض حروف وأسماء الاستفهام، ويتعلّم طريقة استخدام المعجم.

القسم الرابع: ينتقل المحتوى التعليمي إلى موضوعات يومية،  يستفيد من المفردات والتعبيرات التي درسها الطالب في المراحل السابقة أو يقدّم تعبيرات جديدة في مواقف حوارية سلوكية، تمكّن الطالب من حفظها، لتكوّن لديه عادة سلوكية يومية يعبّر من خلالها عن حاجاته اليومية والشخصية بصورة محدودة. وتكون هذه المواقف قصيرة لا تتجاوز النصف صفحة، ومنها التعارف، والتحايا، وسيارة الأجرة، والسكن، وبعض الاتجاهات، والتعبير عن الطعام..

الحركات الطويلة والقصيرة

 

 

 

مشفوعة بمفردات تعبّر عن الحياة اليومية وتراعي مشكلات تعليم اللغة وتعلّمها في كل صوت يقدّم.

 

 

 

قد يقدّم للطالب في هذه المرحلة عبارات تواصلية سلوكية يومية، الهدف حفظها لا فهم تفصيلاتها الخاصة ببقية الأصوات أو بالقواعد.