من أسس التأليف في مناهج الأغراض الخاصة في تعليم اللغة الثانية

نوفمبر 19, 2018   | by Arabic Institute


د.رائد عبد الرحيم مدير- معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

 بات معروفاً بين العاملين في مناهج تعليم اللغات الثانية أن تصميم منهج أو مقررات لتعليمها لأغراض خاصة ليس بالأمر اليسير، ذلك أنّ هذا الأمر يقتضي التخصص في حقل دلالي واحد من حقول اللغة، وهذا يثير مجموعة من الأسئلة:

1- ماذا نقدّم للطالب؟

2- ماذا نستثني؟

3- كيف نؤطّر المنهاج؟

4- ما طرق التأطير؟

5- من يتولّى هذا التأطير؟

6- متى نبدأ بالغرض الخاص؟

7- كيف نقدّمه متدرجاً في منهاج؟

8- هل تقديمه سيقتصر على مفردات وتراكيب الحقل الدلالي الخاص؟ أم ينبغي أن يكون مشفوعاً بالقواعد الصرفية والنحوية وغيرها؟

9- من أين نختار لغة هذا الحقل الدلالي؟ فعلى سبيل المثال إذا أردنا التأليف في الحقل السياسي، فهل نستقرئ وندرس لغة هذا الحقل من الإعلام؟ أم من الكتب؟ أم من الأبحاث؟ أم من المكتوب؟ أم من المنطوق؟

10- هل سنختار النصوص التي تعتمد على خطاب واحد؟ أم تعتمد على تعدّد ثقافي في الخطاب؟ وما الخطاب السياسي الذي سنقدّمه؟

11- ما المهارات التي سندرّها.        

هذه الأسئلة وغيرها حري بمن يؤلف في هذا المجال أن يجيب عنها أو تكون حاضرة في ذهنه، وهو يمضي في هذا الطريق.

وعل أية حال،  فهناك طرق يمكن الإفادة منها في هذا الأمر:

-  تحديد النوع اللغوي: سياسي او اقتصادي أو سياحي أو بيئي أو ديني أو أدبي....

-  تحليل هذا النوع اللغوي في مفرداته وتراكيبه وقواعده، ويكون ذلك باستقراء ذلك، ومعرفة الأكثر ترداداً في لغة هذا الميدان.

-  قبل ذلك ينبغي تجزئة هذا الحقل الدلالي الخاص إلى موضوعات صغيرة، فالصغيرة إلى عنوان فرعية أخرى. وهنا لا بد من الاستعانة بمختصين في هذا الحقل السياسي أو الاقتصادي أو الديني.

-  ثم حصر الألفاظ والتراكيب الشائعة في هذه الموضوعات الفرعية، وحصر الأكثر شيوعاً فالأقل،  لتقدّم متدرجة، وبصورة لولبية في المنهاج،  وهناك نوعان من التدرّج:

1- التدرّج الطولي: وهو عرض هذه المفردات والتراكيب الخاصة بكل موضوع وفروعه إبّان عرض الموضوع الخاص بها.

2- التدرّج الحلزوني: وهو تدوير هذه اللغة في المنهاج كلّه، كي تظلّ حاضرة في أداء المتعلمين.

- ويحضر سؤال هنا: من أين سنحصر هذه المفردات؟ فالحقل الدلالي متسع جداً؟ هل سنحصرها من الإعلام؟ أم من الكتب؟..ام من المنطوق؟ أم من المكتوب؟

  إن هذا السؤال يقود إلى الحديث عن أمر مهم في تصميم مناهج الأغراض الخاصة، وهو تحليل الحاجات،وهذا الأمر يسهل على المؤلفين الأمر أكثر، وينبغي أن يتشارك المؤلف مع المتعلّم مع الجهة التي ربما تريد من المتعلّم أن يدرس الأغراض الخاصة،  لرسم استراتيجيات محددة للأهداف المرجوة من دراسة الطالب. فعلى سبيل المثال، إن كان هدف المتعلّم أن يعمل في فندق أو مطعم، وطلب اللغة الخاصة بذلك فماذا نحن فاعلون؟

 هذا الأمر يقتضي الإجابة على مجموعة من الأسئلة:

1- موقع هذا الفندق أو المطعم؟

2- الطبقات التي ترتاده؟

3- الطعام الذي يقّدّمه؟

4- مستويات المخاطبين الذي يرتادونه؟

    فمن المعلوم أن قائمة الطعام من الأمور المهمة في هذا المجال، فينبغي التركيز على ما يقدّمه المطعم في الأساس، وما يقع تحت دائرة اختصاصه. وإذا كان من يرتاده من الطبقة الغنية، فإن لغة الخطاب والعبارات النفسية والاجتماعية يجب الحرص عليها، وتثبيتها في ذهن المتعلمين، والإكثار من عبارات الاحترام والمجاملة. وإذا كان المرتادون من عامة الناس فلابدّ من الحرص على تنويع لغة الخطاب بين العامية والفصحى. وهنا ينبغي الاستعانة بالمختصين في مجال الفندقة والمطاعم لمعرفة الأسلوب الذي ينبغي أن يتحدّث به العامل، فعلى سبيل المثال إن الحديث بأسلوب الأمر دون إشفاعه بعبارات مجاملة لا يفيد في في هذا الميدان، بل ينبغي التركير على عبارت مثل: تفضل بالجلوس لو سمحت أو لو سمحت لو تكرّمت تفضل بالجلوس. وربما كان تقدّيم عبارة المجاملة على الأمر أكثر لطفاً في الخطاب. وقد يتعلّم العامل أن يقدّم ادوات التحضض قبل الأمر: هلأّ تفضّلت بالجلوس لو سمحت. ويعيننا تحليل الحاجات على معرفة أن العامل يحتاج إلى لغة الخطاب أكثر من لغة الكتابة. وهكذا يجب حصر مستويات الخطاب وطريقتها في كل حركة من حركات العامل. وهذا أمر يعين كثيراً المتعلّم والمعلذم على تحقيق أهدافه.

- ولا بدّ من تحليل الخطاب في الغرض الخاص وإلى أي فكر تنتمي، وهنا يجب تنويع المادة والأساليب والأفكار المقدّمة للمتعلمين لتشكل رؤى ثقافية متعددة.

- ينبغي أن يشفع ذلك كلّه بوسائل تعليمية وتربوية لعرض اللغة وتثبيتها واسترجاعها أداءً.