تكامل المهارات في تعليم العربية للناطقين بغيرها

نوفمبر 13, 2017   | by Arabic Institute


د.رائد عبد الرحيم

مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

 

   قضيّة مهمة في تعليم العربية للناطقين بغيرها، فكيف يمكن تطبيق هذا التكامل في مهارات : القراءة، والكتابة، والاستماع، والمحادثة والتعبير. يمكن الانطلاق في ذلك من نصوص الاستيعاب التي يختارها البرنامج أو المنهج، سواء أكانت في الأغراض العامة أو الخاصة . لنفترض أننا اخترنا درس السوق، اقترح في هذا الدرس الآتي:

 

1-أن نقسم الدرس إلى قطاعات السوق التي نتعامل معها، ونقدّم أونحصي مفردات وتعبيرات ومواقف كل قطاع على حدة : المطعم، ومحل الملابس، والأحذية، والحلويات، والأدوات المنزلية، واللحوم، والخضار والفاكهة ....إلخ

 

2- بعد ذلك يمكن الطلب إلى الطلاب إنتاج حوار مستخدمين اللغة التي درسوها في هذا الدرس، فيتحاور طالبان أو أكثر، ويمكن عرض صور تمثل المفردات والعبارات التي درسوها، ليعبرواعمّا فيها، وتكون الصورمبرمجة، تشمل مادرسوا أوقطاعا كبيراَ منه، ثم نأخذ الطلاب إلى السوق في جولة ميدانية تطبيقية ليتعرفوا إلى مادرسوا في المحلات، وليتحاوروا مع أصحابها، وبهذا نكون حققنا مهارة المحادثة والتعبير للدرس نفسه......

3- أما مهارة القراءة والاستماع، فيمكن أن نعيد إنتاج نصوص جديدة مستخدمين اللغة التي درسوها، ولكن في سياقات مختلفة، ثم نطلب إليهم قراءتها، أوالاستماع إليها، فتكون القراءة والاستماع في هذا السياق مهارات مبرمجة لها أهدافها المتناغمة مع مهارة المحادثة والتعبير.

4- يصمّم درس خاص بالكتابة عن السوق، يشمل أسئلة قصيرة، يعبر فيها الطالب عن تسوقه، ومايشاهده في السوق، تهدف الأسئلة إلى استخدام مادرس في المهارات السابقة وتوظيفها كتابيّاً،ويمكن إدراج التعبير الكتابي المصور أيضاً، أو كتابة حوار أو إنتاج حوارجديد، وقد نعرض للطالب عبارات جاهزة خاصة بالسوق، متداولة بين الناس، كي يوظفوها في كتابتهم.

5- ويستغل ذلك كلّه في توظيف مهارة القواعد أيضاً، فيمكن أن يلتّف الطلاب أن يكتبوا عن جولة في السوق باستخدام الفعل المضارع أو الماضي، أو المثنى والجمع، أو المذكر والمؤنث، فنكون قد وظّفنا كل المهارات في درس واحد، وهكذا نتدرج مع باقي الدروس.

 

6-ويمكن أن يُكلف الطلاب بمهام تواصلية يؤدون فيها دوراً فرديا أو جماعياً للتعرف إلى أشياء جديدة في قطاع السوق أو غيره، وبخاصة تلك المتعلقة باللغة المحكية، ومن هنا نكون ضربنا عصفورين بحجر واحد : الفصيح والمحكيّ، وعلّمنا المحكية من دون أن نكون قد كتبناها في المنهج .