توظيف الدراما في تعليم العربية للناطقين بغيرها

فبراير 23, 2019   | by Arabic Institute


د. رائد عبد الرحيم - مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها- جامعة النجاح الوطنية

الأهداف والفوائد (1)

إنّ ثورة التعليم والتعلّم تتطلب باستمرار البحث عن استراتيجيات وتقنيات جديدة تؤدي إلى تطوير العملية التعليمية داخل قاعة الدرس وخارجها، يتحقق بها التفاعل بين المادة التعليمية والطلاب، وبينهم وبين معلّميهم، وتزيد من دور المتعلّم في التحصيل العلمي. ولعلّ الدراما إحدى الاستراتيجيات المهمة في هذا الميدان، يمارسها المنخرطون في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها معلمين وطلاباً، ولكنّهم قد يعملون بها على غير هدى أو تأطير ووعي تامّ بنتائجها الإيجابية.

عكف الباحثون في مجال التعليم على دراسة هذه الاستراتيجية وقدّموا إرشاداتهم حولها، ورؤيتهم لها، وطبقوها على الطلاب في مختلف الأعمار، وبيّنوا أهميتها في ميدان التعليم والتعلّم، فرأوا أنها تخلق "حاضراً أزلياً"، وبها "تتكرر وسائل أدائنا في العالم"، وقد تنبه كونفوشيوس للدور الدرامي في التعليم والتفكير إذ قال: " قل لي وسوف أنسى، أرني لعلّي أتذكر، أشركني وسوف أفهم".

إنّ توظيف الدراما في التعليم يخلق واقعاً جديداً في الدرس وخارجه، وله فوائد جمّة في التعليم والتعلّم، ويجب أن نقرّ منذ البدء بأن ذلك يحتاج إلى خبرات كثيرة، وبرامج منظمة تعزّز المدروس، وتضيف إليه، وهذا الأمر ليس سهلاً، تتجلى صعوبته في تحديد المهام الدرامية، وفي الربط، وفي وجود التدرّج الدرامي حسب المستوى والطلاب، واختيار الصالح منه لكلّ مرحلة، ويحتاج إلى مختصين، ينظّمون العمل الدرامي، ويدركون فوائده، ويشرفون عليه، ويتدرجون به، فضلاً عن التكاليف المالية لكثير من أنشطته، وبعد ذلك كلّه يأتي العرض،  ثم التقويم،  والتغذية الراجعة، والتطوير، وفي مقدمة ذلك كلّه يحتاج توظيفها إلى خطة عمل، وتصميم مواقف وأنشطة درامية ملائمة.

ومع هذا  يمكن إجمال فوائد الدراما في التعليم والتعلّم في الآتي:

  1. التطوّر اللغوي، توفّر الدراما سياقات مختلفة لممارسة اللغة، في مجالات وموضوعات متعدّدة، وتعزّز المهارات اللغوية: الاستماع والكلام والقراءة والكتابة، فيعيش الطالب مع اللغة بتفاصيلها المتنوعة، يفكّر بها، ويستمع إليها ويتكلّم بها.
  2. تعزّز الكفاية الثقافية في الموضوعات المدروسة، أو تلك المتعلقة بها، أو بغيرها من الثقافات التي تدور حولها الدراما وتطبيقاتها.
  3. تسهم الدراما في ترسيخ المعلومات،  وتثبيتها في أذهان المتعلمين.
  4. تضفي المتعة والتشويق على التعليم والتعلّم.
  5. يحفز توظيف الدراما التفكير والإبداع.
  6. تعزّز الدافعية لدى الطلاب للتعلّم والتعليم.
  7. تسهم الدراما في تفعيل برامج الانغماس اللغوي المختلفة.
  8. تعلّم الطلاب الدقّة في اللغة في أثناء التطبيق والممارسة.
  9. تفرّغ الدراما الطاقة الإيجابية لدى المتعلمين.
  10. تنمي مواهب الطلاب في جوانب مختلفة من شخصياتهم، كالتمثيل والرقص والغناء والدبكة والجدل والحوار، ويمكن من خلالها اكتشاف مواهبهم لتعزيزيها.
  11. إن استخدام الدراما يعني تجاوز الطرق التقليدية في التعليم.
  12. يؤدي توظيفها إلى التفاعل داخل قاعة الدرس وخارجها بين المدرس والطلاب، وبين الطلاب أنفسهم، وبينهم وبين المجتمع المحيط.
  13. يؤدي توظيفها إلى تخفيف التوتر والضغط النفسي.
  14. يوفّر توظيف الدراما تغذية راجعة للمعلّم والمتعلّم.
  15. تعزّز الدراما العمل التعاوني وفي مجموعات.