سبل تعزيز الدافعية لدى متعلمي اللغة العربية

أغسطس 7, 2023   | by Arabic Institute


الدكتور أنس ملموس، دكتوراه في اللسانيات التطبيقية، المملكة المغربية

 

من الأكيد أن عملية تعليم اللغات بصفة عامة بما فيها اللغة العربية تهدف إلى تزويد متعلميها بالمعطيات اللغوية من مفردات وتراكيب وقواعد...، وتروم من وراء ذلك تنمية مهاراتهم اللغوية وترقيتها، سواء أتعلق الأمر بالمهارات الاستقبالية من استماع وقراءة، أم بالمهارات الإنتاجية من محادثة وكتابة، وذلك من أجل الدفع بهم نحو توظيف هذه المعطيات اللغوية بكفاءة عالية في سياقات تعليمية، وتواصلية مختلفة، ومتباينة.

ويرتبط مستوى تطور وتقدم المتعلم على صعيد المهارات اللغوية بمدى انخراطه في الفعل التعليمي للغة التي يريد تعلمها، بمعنى أن تقدم المتعلم في نسق التعلم يرتبط بدافعيته نحو هذا التعلم، ذلك أن دافعية المتعلم تلعب دورا هاما وحاسما في تسريع وتيرة تعلمه، فضلا عن كونها تمثل سبيلا ناجعاًيمكنه من الارتقاء في سلممستويات الكفاءة اللغوية، وتعينه أيضا في الانخراط في الوضعيات التعليمية الفصلية أو غير الفصلية، والانغماس فيها.
إلا أن هذا لا يخفي بأن المتعلّم قد تنقص دافعيته في بعض الأحيان بسبب دواعٍ داخلية أو خارجية، هذه الأسباب من شأنها أن تؤثر سلباً على تحصيله وتعلّمه، ما يستوجب على المعلم أن يتدخل للرّفع من دافعيّة المتعلّمين، وذلك من خلال اقتراح مجموعة من الأنشطة التّعليميّة، والتنويع من طرائق التعليم المعتمدة وأساليبها، وذلك عبر مراعاتهلمستوى هؤلاء المتعلّمين.
ومعلوم أنّالدافعية (Motivation) ترتبط بمدى استجابة المتعلم لعمليّة التعلم، بمعنى أنها تعدّ عاملا ميسراً، يجعل من المتعلم قابلاًمضامين ومحتويات التعلم بشكل سلس وسهل، فضلاً عن كونها تشكل عنصراً جوهرياً من عناصر الارتقاء في عملية التعلم، والتحصيل، فضلا ًعن كونها تكتسي أهمية بالغة في عملية تعليم اللغات وتعلّمهابعامة، واللغة العربية بخاصة، وذلك أنّها تمثل عاملاً مناسباً لتحقيق الكفاءة اللغوية لدى المتعلمينإذ تحكم مدى استعداد المتعلم وقابليته للتعلم، واكتساب العناصر والمعطيات اللغوية بشكل متوال.
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، هو أن الدّافعية يمكن تقسيمها إلى قسمين رئيسين هما:
 -الدافعية الدّاخلية،وتكون ذاتية، تتصل بالرغبة الذاتية في الوصول إلى أهداف التعلم المنشودة، والميل إلى اكتساب أكبر عدد من المعارف المفيدة والجديدة.ويتصل هذا النّوع بمجال تعلم الّلغة العربيّة لأغراض خاصة.
 -وهناك الدّافعية الخارجية التي ترتبط بالبيئة التعليمية التي تحكم سياق تعلم اللغة، إذ تتصل بمعلم اللغة نفسه أو بالأقران، وتتمثل الدافعية الخارجية في التشجيع والتحفيز المادي أو المعنوي.
وقد تتعدى الدافعيّة المتعلم لتشمل معلم اللغة كذلك، ذلك أن إقبال المتعلم على تعلم اللغة يشكل تحفيزاً للمعلم نحو الإبداع في تعليم للغة، وسبيلاً له لاعتماد أساليب تعليمية جديدة ومختلفة، ترقى بممارسته المهنية من جهة، وتعزيز دافعيّةالمتعلّمينمن جهة ثانية.
ولعل من أبرز المقترحات العملية التي يمكن أن نسوقها في هذا االصّدد، وتهدف إلى تعزيز دافعية متعلمي اللغة العربية الآتي:
 -تنويع أساليب تعليم اللغة العربية وطرائق تدريسها.
 -استثمار الواقع الرقمي في تعليم اللغة العربية.
 -تجديد الأنشطة التعليمية الفصلية.
 -تفعيل البرامج الانغماسية المختلفة
 -اعتماد الأناشيد والقصص في تعليمها.
 -اعتماد الألعاب اللغوية.
 -خلق بيئة تعليمية مشجعة.
ويمكن القول: إن أهمية الدافعية في عملية تعليم اللغة العربية وتعلّمها تتمثل في أنّها تعكس رغبة المتعلم،واستعداده للتعلم، فضلا عن كونها تشكل مدخلاًلتطوير المهارات اللغوية وإتقانهامناستماع،ومحادثة، وقراءة، وكتابة، علاوة على أنها تدفع المتعلم نحو النجاح في ع استعمال اللغة العربية، وتوظيفها في مواقف تواصلية مختلفة، ومتباينة.