مارس 24, 2022
الطالبة: لينا شحادة، فرعي إعداد معلّمين لتعليم العربيّة للناطقين بغيرها- قسم اللغة العربيّة-جامعة النجاح الوطنية
مراجعة وتدقيق: د. رائد عبد الرحيم
هذا مقال يترجم ما كتبته حنان دواح باللغة الإنجليزية عن مهارة الاستماع في مقالها المعنون بـ ( كيف يمكن لمهارة الاستماع الجيّدة أن تعلّم العربية)، وقد قدّمت الكاتبة فيه إرشادات مهمّة للمتعلّم والمعلّم في تعلّم وتعليم هذه المهارة، وهي:
١- على الطالب في أثناء استماعه إلى شيءٍ ما بالعربيّة أنْ يولي انتباهه وتركيزه له، وأن يركّز على الاستماع إلى الحوار الذي يسمعه أكثر من السّرد.
٢- غنّ المتعلّم قد لا يفهم كلّ شيء ممّا سمع المرّة الأولى، وهذا شيءٌ طبيعيٌّ؛ ولذا يجب عليه ألاّ يكون مكتئباً، بل يحاول فه ما سمع مرّة أخرى، ولكن كيف يكون هذا؟
يكون من خلال أن يلتقط المتعلّم (السّامع) الكلمات التي يعرفها أو درسها من قبل، ويلاحظ كيف استُخدمت مع باقي الكلمات، بهذه الطّريقة يمكنه فهم الكلمات التي لا يعرفها ويميّزها عن تلك التي يعرفها. يمكن إجمال هذا بجملة (التّعلّم من خلال السّياق).
ويمكنه تدوين الكلمات التي لم يفهمها ليحاول فهمها بعد الاستماع، وهنا يكون قد استعان بمهارةٍ أخرى، وهي الكتابة.
٣- يجب على المتعلّم الاستماع إلى الأشياء التي يستمتع بها؛ لأنّ الرغبة مهمّة جدًا في التّعلّم، ولا تعلّم دون رغبة. وأيضًا برأيي إن كان المتعلّم يحب ما يستمع إليه ويجذبه، فإنّه سيجاهد لفهم كلّ كلمةٍ فيه. ويوجه الكاتب السامع هنا إلى أن يحاول ملاحظة تصريفات الكلمة المختلفة، وأيضًا النّطق المختلف للكلمة الذي تتحكم به الّلهجات.
٤-يجب على المتعلّم أن يوجّه نفسه بشكلٍ جيّدٍ خلال الاستماع؛ كي لا يُصدم حين يسمع في المجتمع شيئًا مختلفًا عمّا سمع، فعليه أن يستمع إلى اللغة الفصحى، وأن يحاول الاستماع إلى اللغة العاميّة أيضًا. ومن وجهة نظري أنّ الطالب قد يحتاج إلى التوجيه في هذه النّقطة، فلا ضير في أن يسأل غيره ليدلّه ويوجهه.
٥- ممّا لا شكّ فيه أنَّ الانغماس من أهم الأمور لتعلّم اللغة الثّانية، لكن ليس بمقدرة كلّ المتعلمين السّفر إلى البلد التي يتعلمون لغتها لمعرفة ثقافتها، لكن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تساعدهم على الانغماس، مثل:
أ-الاستفادة من الإنترنت للاستماع إلى لغة الشّعب، والتعرّف إلى ثقافته.
ب- محاولة الاتصال بشخصٍ من اللغة الثّانية عن بعد، والاستماع إليه، ومبادلته اللغة. وهناك العديد من التطبيقات التي تتيح هذا الأمر.
٦-إذا كان المتعلّم قد أتقن الاستماع إلى مفرداتٍ وجملٍ محددةٍ ضمن موضوعٍ محددٍ فهنا يجب عليه تطوير مهارة الاستماع لديه، ويكون ذلك من خلال الانتقال إلى الاستماع لموضوعٍ آخر جديدٍ. وأنا من وجهة نظري أرى هذا ممكنًا؛ لأنّه من المستحيل ألّا يوجد في الموضوع الجديد مفردات مشتركة مع ما كان قد سمعه الطّالب من قبل، وإن كانت المفردات المشتركة قليلة، وهذه المفردات تعينه على فهم الموضوع الجديد. ومن هنا نلاحظ أننا قد عدنا إلى النّقطة التي تركّز على الفهم من خلال السياق.
وفي النهاية يمكن إجمال الموضوع بكلمات رئيسة هي بمثابة أساساتٍ يرتكز عليها المُتعلّم ليصل إلى هدفه، ويستفيد منها المعلّم ليقدمها نصائح إلى طلابه، وهي الآتي:
•الهدف: هو ما دفع الطّالب إلى الاستماع، ويجب أن يكون موجّهًا، مثلًا: إذا كان هدف الطّالب التّعلّم عن ثقافة المجتمع لكن من بعيد دون الاختلاط به، وتعلّم اللغة الفصحى، فإنّه يجب عليه أن يركّز استماعه على ما يخدم هذا الهدف، وهو الاستماع إلى أشياء ثقافية باللغة الفُصحى، وإذا كان هدف الطالب الثقافة المجتمعية اليومية، واتصال النّاس في المجتمع، واللغة العامية، فيجب أن يركّز استماعه على الأشياء التي تحوي على ثقافة التّواصل اليومي والحوار باللغة العاميّة.
•الرّغبة: أيّ أن يختار المُتعلّم ما يحب سماعه.
•التّركيز: أيّ أن يولي المتعلّم كل اهتمامه إلى ما يسمع.
بعد التركيز في المسموع قد يواجه المتعلّم بعض الصّعوبات في الفهم، فهنا يجدر به أن ينتقل إلى النقطة التي بعدها (السياق).
•السّياق: أي أن يفهم المتعلّم الكلمات الجديدة الصعبة من خلال ورودها في جملٍ مع كلماتٍ أخرى يفهمها المتعلّم.
وأُريد أن أشير إلى أهمّية السياق من خلال تجربةٍ شخصيةٍ ملموسةٍ لي، وكان ذلك من خلال تعليمي (مهارة الاستماع) لطالبةٍ في المستوى المبتدئ، ولاحظت أنّها حين تسمع الكلمة وحدها تظهر على وجهها علامات عدم الفهم والخوف، ثمّ تقول: لم أفهم، أو ما معنى الكلمة؟ لكن أنا كنت أَحُل الأمر من خلال أن أستحضر في عقلي محصول الطالبة من الكلمات التي درّستها إيّاها، والأسلوب الذي تفهم عليه الطالبة، فأطلب إليها بدايةً (التّركيز)، وبعد التّركيز أهتم بأن يكون لفظي واضحًا ومتقنًا، ثمَّ أضع لها الكلمة الجديدة في جملةٍ وسط كلماتٍ تعرفها، وكانت الطّالبة تفهم بشكلٍ جيّدٍ بعد ان استخدمت هذه الطّريقة. ومن هنا نلاحظ أهمّية السياق في فهم المفردات.
•الانغماس: يعني أن يعيش المتعلّم في مجتمع اللغة الثّانية ليتعلّم ثقافته، وطريقة نطقه.
• التحدّي وتطوير النّفس: وهذان المصطلحان أظهرت النّقطة الأخيرة من الإرشادات فائدتهما.
رابط المقال:
https://www.arabacademy.com/how-good-listening-skills-can-help-you-learn-arabic/