سبتمبر 12, 2018
د.رائد عبد الرحيم/ مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها-جامعة النجاح الوطنية
إنّ مجال تعليم اللغة الثانية وتعلّمها مجال واسع، يمكن التفكير في استراتيجيات عديدة لتطوير مهاراته المختلفة، ومنها استراتيجية تبادل الأدوار في المحادثة، هذه الاستراتيجية التي لا تختلف عن غيرها، تحتاج إلى وعي بالمادة المقدّمة للمتعلّم، والحرص على تدرّجها، وتحقيق الغاية المرجوة منها في نهاية المطاف. يبدأ الأمر بـ:
- التخطيط لهذه الاستراتيجية، ويكون ذلك بتحديد الكفاية التي يريد المعلّم تزويد الطلاب بها.
- تحديد المفردات والتراكيب والمواقف الحوارية التي يريد أن يقدّمها لهم بدقة ابتداء، ويمكن أن تزيد هذه اللغة حسب الدرّس، وتطوّره، أو سؤال الطلبة، أو تذكّر المعلّم لكفايات أخرى ينبغي أن يعلمها الطلاب.
- إشراك الطلاب في هذا النشاط، ويكون ذلك بإخبارهم عنه قبل الدرس، ليتجهزوا له، وليفكروا في سيناريوهات محتملة، وفي الدرس يأخد كل طالب دوره، ثم يتبادلون الأدوار المختلفة، ليمارسوا الكفايات المختلفة التي تزوّدوا بها.
- رصد الصّعوبات التي واجهت الطلاب في المحادثة، لمعالجتها، ولتكون تغذية راجعة في المستقبل حال تكرار مثل هذا الحوار.
- ويمكن ضرب مثال على هذا بأن يكون عنوان الدرس المهن أو الوظائف، فيوزع المعلّم على كل طالب وظيفة خاصة به، مثل: المعلم، والمهندس، والطبيب، والطيّار، والمحامي، والمحاسب... حين يبدأ الحوار يتكلّم كلّ طالب عن مهنته، ويتحاورون فيما بينهم، ويكون المعلّم مراقباً، ومرشداً، ومزوّدا الطلاب بلغة الحوار الجديدة، ويمكن كتابة هذه اللغة على السبّورة، أو تقديمها للطلاب في قوائم مكتوبة ومطبوعة، لتكون معيناً لهم على أداء الحوار، وتبادله، وبعد ان ينهي كل واحد وظيفته، يتبالون الأدوار، فالطبيب يصبح مهندساً، والمهندس معلّماً.. وهكذا.
- إن هذه الاستراتيجية تضفي على الدرس متعة، وتحفّز الطلاب على العمل، لأنهم يشعرون بأنها تمثّل لغة تداولية مهمة، يحتاجونها في حياتهم اليومية.
- ويزيد من متعتها لو اقترنت بصور مرتبطة بكل مهنة على شاشة العرض، أو بإحضار ملابس خاصة بكل مهنة، يرتديها الطلاب.
- ولكن لا ينبغي على المدرّس أن يركّز على الدقة اللغوية، فإنها تراكمية، والمهم في هذا الحوار الطلاقة، وقدرة الطلاب على التعبير عن ذواتهم، وعن الشخصيات التي تقمصوا دورها.