مشكلات نفسية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 2

نوفمبر 7, 2017   | by Arabic Institute


 

د.رائد عبد الرحيم

مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها

  أتابع في القسم الثاني من مقالتي عن المشكلات النفسية التي يعانيها الطلاب الملتحقون ببرامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأكمل الجزء الذي كنت أتحدث عنه وهو

ب- الاندماج الخارجي : ويقصد به انغماس المتعلم الجديد في المجتمع، وفي البيئة الثقافية الجديدة، فمن المشكلات التي تواجههم هي التعرف إلى الناس ونفسياتهم، والاختلاف السلوكي النابع من الدين والعادات والتقاليد والثقافة السائدة، فهناك تصوّر عند بعض الطلاب وبخاصة الطالبات أن كثيراً من العرب ربما ينظرون إليهن نظرة جنسية، فتظل كثير منهن حذرة في هذا الأمر، وقد تفسر بعض سلوكيات الطلاب العرب تبعاً لهذا التفكير، فتعاني كثرة التحديق بهنّ، ورشقهن بالكلمات، وهذا له تفسيران: تفسير يحمل المعاني الراسخة في ذهن الطالبات، وآخر أن الشاب العربي أو الفتاة العربية يرون أجانب، فيعبرون عن ترحيبهم أو تعجبهم بهذه الطريقة. وقد حدث أن عاش بعض الطلاب في خوف شديد من هذه النظرات وهذا السلوك حتى إن بعضهم كان يهرب من أطفال الحي، ولم يحسن التعامل مع هذه الثقافة الجديدة. وتعاني بعض الطالبات من الاهتمام الزائد وربما فسرته تفسيراً جنسيّاً، فبعض الطلاب العرب الذين يحملون ثقافة الاهتمام بالجنس الآخر، كانوا إذا ما رأوا زميلة أجنبية جديدة تعرّفوا إليها، في برنامج الانغماس اللغوي، كانوا يزيدون الاهتمام بها، وربما راحوا يسألونها عن خصوصيات كثيرة، هذه الأمور دفعت بعض الطالبات إلى الشكوى والتذمر، وطلب تغيير الشريك اللغوي، ذلك أنّهن لم يعتدن هذا الموضوع، وأذكر مرّة حين كنت أدرس في الجامعة الأردنية، جاءتني بعض الطالبات الأجنبيات تجهش بالبكاء، وتقول لي: ماذا يعتقد الطلاب العرب؟ هل يعتقدون أننا لقمة سائغة لهم؟ فقلت لها: ما الأمر؟ فأجابت: لقد تبعني شاب يرفع أصابعه الخمسة، ويقول : خمسة دنانير خمسة دنانير، ومعنى هذا أن يعطيها هذا المبلغ لقاء شهواته. هذه الفكرة التي تنطبع عند بعض الشباب العرب في أذهانهم ، تجعل الطلاب الملتحقين ببرامج تعليم العربية للناطقين بغيرها يعانون نفسيَاً في مجتمعهم الجديد، وقصة أخرى من هذا القبيل واجهتنا في البرامج الانغماسية أن بعض الطلاب العرب كان يدخل هذا البرنامج لأهداف منها الرغبة في التعرف إلى أجنبية للزواج بها أو إقامة علاقة للحصول على جنسيتها مستقبلاً، وبعضهم رغبة في أن يقال له صديقة أجنبية، لذا كان إذا ما التقى بها يجمع أصدقاءه الآخرين للتعرف إليها، وهذا السلوك كان يلاقي ردة فعل نفسية غاضبة من الطلاب، فيشتكون، ما دعانا إلى تغييره، وأخذ العبر في التعامل مع الطلاب، وتنبيه المشتركين في البرامج الانغماسية إلى ضرورة البعد عن مثل هذا السلوك، وأن يكونوا حضاريين، يعكسون الوجه المشرق للبلد، فكنّا نرصد مثل هذه المشكلات لنعيد تقييم الذات، وصياغة التوجيهات. وللحديث بقية....