إبدال الألفاظ العربية ودورها في تطوير مهارتي الكتابة والمحادثة للناطقين بغيرها

نوفمبر 27, 2017   | by Arabic Institute


د.رائد عبد الرحيم

مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها-جامعة النجاح

تحدثت في مقالات سابقة عن المعاجم العربية التي لا تصلح لأن تكون سياقية في تعليم العربية للناطقين بغيرها ، ووصلنا مع الباحثين في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها إلى ضرورة وجود معجم سياقي للغة العربية ، وهو مشروع ليس سهلاً ، ويحتاج إلى جهود كثيرة ، بعضها يكمل بعضاً ، والسؤال الذي يطرح هل ننتظر حتي تنتج تلك المعاجم؟ أم علينا البدء في التفكير في طرق لاستغلال الألفاظ المشتركة في المعاني ( المترادقة)، ولكن بعضها فيه زيادة دلالية ؟

 
أقول وبالله التوفيق : إن هذه فكرة تسهم إلى حد كبير في تطوير مهارتي الكتابة والمحادثة ، ابتداء من المتوسط الأعلى ، إذ ينبغي على المختصين في هذا المجال أعني تعليم العربية للناطقين بغيرها اتّباع الآتي:

 
1- البدء بحصر هذه الألفاظ الشائعة التي تنتمي إلى النوع الذي ذكرته، مثل أحب ، وعشق ، وشغف..أو خاف وفزع ورعب وذعر ، أو ألفاظ مثل الفاقة والفقر.

2- يلاحظ القارئ الكريم أنّ هناك فرقاً بين هذه الألفاظ في المعاني ، وأنّه يمكن استغلالها في تطوير مهارة الكتابة والمحادثة للناطقين بغير العربية.


3- الشروع في التفكير في تصميم مناهج وتدريبات لإيصال الهدف إلى المتعلمين وتعزيزه.
4- ويكون ذلك بالبدء بتدريسهم إياها ، ووضع فروق دلالية بينها ، ثم التدريب على نطقها وكتابتها ، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق الإبدال أو طرق أخرى يبتكرها المعلّم في المنهاج أو قاعة الدرس ، فعلى سبيل المثال:

- يمكن عرض صور تتدرّج في التعبير عن العشق مثلاً ، وإتاحة الفرصة للمتعلمين لاختيار اللفظة المناسبة المعبرة بدقة عن المقصود، وكذلك الحال مع الفقر والفاقة أو الخوف والذعر والفزع.
- يمكن كتابة عبارات، والطلب إلى الطلاب تطوير لغتهم الفصحى في الحديث والكتابة، مثل:


بيني وبينك علاقة.......... ( قوية ، حميمة ، متينة ) ، ويختار الطالب المفردة المعبرة عن طبيعة العلاقة، وقوّة العبارة.


سنلاحظ بعد وقت أن هذه الطريقة ستكون مجدية في الحديث والكتابة وأن لغة الطلاب ستصبح أكثر دقة في التعبير عن السياق وأكثر قوة