الانغماس الموجّه في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها 1

ديسمبر 11, 2017   | by Arabic Institute


الانغماس الموجّه في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ( 1)‏

د.رائد عبد الرحيم

مدير معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها- جامعة النجاح

لقد أثبتت برامج الانغماس اللغوي نجاعتها في زيادة الكفاءة اللغوية والثقافية في برامج تعليم اللغة ‏العربية للناطقين بغيرها، فعلى مستوى اللغة فإنها تزيد من رصيد المتعلمين، وتطلعهم على طرق الناس ‏ووسائلهم في الخطاب والتعبير عن الذات، وتزوّدهم بآليات تواصلية سريعة وموجزة وعبارات سلوكية ‏يومية، وتدرّبهم على ما درسوه في قاعة الدرس، إضافة إلى ذلك تعرفهم على عادات الناس في المجتمع ‏وتقاليدهم، في الطعام والشراب والأعراس والفن بأنواعه والأعياد والمناسبات الأخرى، وغير ذلك..‏

يقصد بالانغماس الموجه ذلك المرتبط بالعملية التعليمية ومخرجاتها، فيكون مصمّماً تصميماً يتناسب ‏والأهداف الموضوعة في برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومكملاً لها، ويمكن عرض بعض ‏طرقه في الآتي:‏

  1. الانغماس الموجه عبر المنهاج المكتوب، فحين يضع مؤلفو المناهج مناهجهم ينبغي عليهم مراعاة ذلك ‏فيها، فعلى سبيل المثال إذا انتجوا درس التعارف، يمكنهم توجيه الطلاب إلى إحضار عبارات من ‏المجتمع خاصة بالموضوع أو الطلب إلى الطلاب إجراء حوار بينهم وبين أحد أبناء المجتمع كتابة أو ‏حواراً، وحين ينتجون درس السوق مثلا، يطلبون إليهم أن يأتوا بعبارات أخرى عن الدرس، أو أن ‏يقرؤوا لافتات خاصة بالموضوع، أو تمثيل درس الطبيب، أو عبارات خاصة تقال للمريض،  وما إلى ‏ذلك من مهام انغماسية أخرى، يمكن للمؤلفين ابتكارها وطرحها في المنهاج .‏
  2. الانغماس الموجه في قاعة الدرس، ويقصد به المراوحة بين ما يدرسه الطلاب من لغة نظرية والجانب ‏التطبيقي ويكون ذلك :‏
    1. بإحضار طلاب عرب إلى الدرس لينغمسوا بالطلاب الأجانب، ويدورحوار بينهم، وذلك بعد أن ينتهوا من ‏موضع معين كالتعارف والسكن والسوق أو موضوع سياسي أو ثقافي. ويمكن أن يستعين المدرس بالتعليم ‏الإلكتروني فيضع على موقع للصور المعبرة عن المطار والسفر مثلا بعد دراسته، ثم يجري حواراً بينه ‏وبين بعض الطلاب أو يطلب إلى الطلاب أن يتحاوروا فيما بينهم وفق الصور التي سبق أن درسوها .‏
    2. أن يخرج المدرس بطلابه إلى المجتمع نفسه، ويطلب إليهم التحاور في موضوع محدد درسوه، مثل ‏الذهاب إلى السوق والسوبر ماركت أو محل الأدوات الكهربائية او المستشفى أو يذهبون لحضور عرس، ‏وربما مشوا معاً لقراءة لافتات معينة...وهكذا .‏
  3. الشريك اللغوي، ويكون هذا الشريك من أبناء المجتمع العربي الذي تكون فيه ملامح الجدية والرغبة في ‏التعرف إلى الآخر، يحضر مدير البرنامج هؤلاء الشركاء، ويربطهم بالطلاب حسب رغبات كل طالب، ‏أو موطن ضعفه، وقد تكون الروابط معدّة سلفاً من المدرس أو البرنامج، فتعرض على الطلاب، ليختاروا ‏منها ما يريدون، مثل المهارات الأربعة، أو اللغة المحكية، أو المحادثة، أو قراءة كتاب، أو المشاركة في ‏الأنشطة الثقافية المختلفة، أو القراءة في الصحافة والحديث عن قضاياها...‏
  4. انغماس موجه من البرنامج في فنون مختلفة، مثل الدبكة والغناء والتمثيل والمسرح وقراءة الشعر، ‏والأنشطة الرياضية، وحفلات التخرج، وانتخابات الجامعة ومجالس طلبتها، وفي عمل معارض، ..‏
  5. أن يخصص البرنامج أنشطة أسبوعية ينغمس فيه الطلاب  بالمجتمع والمدرسين، مثل حفل الطعام المتعدد ‏الثقافات، أو في المطبخ اللغوي، وفي الألعاب اللغوية....‏